ما قاله  الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لوفد  مؤسسة "بيت العبادة" الأمريكية، الخميس الماضي ينبغي التوقف عنده، إذ من الغريب أن يكون الإنسان في الإسلام، وإلى قيام الساعة، هوالآخ الذي كرمه الله، وأراد له أن يكون مختلفا في كل شيء، الدين واللغة والعرق، إلا في شيء واحد، وهو "التعارف"، مصداقا لقوله تعالي" وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا.."، ثم يأتي من يقودنا بجهله وضآلة فكره لما يجرنا  نحو مزيد من الحروب والصراعات الانسانية والاجتماعية وان كانت خفية.
 الشاهد في  ذلك، انه قد يقبل بعضنا الآخر حيا، ويرفضه ميتا، ففي ابسط العلاقات الانسانية مثلا، قد لا يقوم بمشاطرة الآخر في مصيبته، وأعني هنا عند وفاة "عزيز" لديه.
وبشيء من التوضيح، فقد فوجئت قبل ايام، بانضمامي دون علمي أو ابداء رغبتي، الي جروب اطلق عليه مؤسسه الذي لا اعرفه، اسم "وفيات بنها"، معني بالإبلاغ عن حالات الوفاة بمدينة بنها، تقربا الي الله بصلاة الجنازة وتشييعها وزيارة القبوروتذكر الموت ، بعدما لوحظ وعلي حد قوله، قلة من يصلون الجنائز وبالتبعية من يشيعونها.
بعدها بأيام قليلة كتب مؤسسه عبر الواتس آب، متوعدا من يعلن عن وفاة غير المسلمين بالحذف من الجروب وتابع نصا: "السلام عليكم وحمة الله وبركاته..هام جدا.. المجموعة- يقصد الجروب- للإبلاغ فقط عن وفيات المسلمين لاغير، رجال نساء اطفال، فبرجاء الالتزام رجاء الالتزام رجاء الالتزام، ومن يخالف فنأسف مضطرين لحظره من المجموعة"، وتكرر النداء العنصري والتهديد اكثر من مرة.
لاشك ان  خطاب جروب"وفياة بنها"، وان كان يحمل من معاني الانسانية والمشاطرة بعضا مما تحث عليه السنة النبوية، غير أنه ثبت  علي ارض الواقع  أن "الاخوة الانسانية" بعافية حبتين كما يقولون، واأنها تسير في اتجاه واحد فقط، مخالفة النهج الأزهري، الداعي الي ترسيخ مبادئ العدل والمساواة حول العالم ووقبول الآخر، وهو ما اكد عليه، وعبر عنه فضيلة الإمام الأكبر اول أمس الخميس، قابله الوفد الأمريكي برئاسة البابا فرنسيس، بامتنان واستحسان لدور الأزهر، وتقديرهم لدورشيخه الكبير في تعزيز قيم التسامح والعيش المشترك ونبذ خطاب الكراهية والعنف، مشيدين بما يبذله من جهود كبيرة لتعزيز قيم التسامح والحوار عالميا، فهل يعي آدمن جروب "وفيات بنها" الشيخ اشرف الشيمي خطورة عنصرية خطاب الإبلاغ عن "وفيات بنها"؟!
[email protected]